قوله تعالى: {وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها أولئك الذين أبسلوا بما كسبوا لهم شراب من حميم وعذاب أليم بما كانوا يكفرون 70}
  ارتهن به، وهو الصحيح، ومنه البسل الحرام؛ لأنه مما يرتهن به، وأسد باسل كريه الوجه؛ لأن فريسته مرتهنة به، والبُسْلَةُ: أجرة الراقي؛ لأن العمل مرتهن بالأجرة، وأبسلتْ ولدي: رهنته، وأبسلته: أسلمته للهلكة، والمستبسل: المستسلم؛ لأنه بمنزلة المرتهن بما أسلم فيه قال الشاعر:
  وَإِبْسَالي بَنيَّ بِغَيْرِ جُرْمٍ ... بَعَوْنَاهُ ولا بِدَمٍ مُرَاقِ
  أي: إسلامي، وفي كتاب الغريبين: المستبسل: الذي يقع في مكروه لا تخلص له منه، ويستسلم موقنًا بالهلكة؛ لأنه مرتهن به.
  وقال بعضهم: البسل يكون بمعنى الحلال وبمعنى الحرام.
  والعِدْل: الفداء، وأصله: المثل، ومنه العديل.
  الحميم: الحار ومنه: الحَمَّام.
  · الإعراب: قوله: «وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ» قيل: تقديره: ذكرهم ليؤمنوا كيلا تبسل، وقيل: فيه ضمير أي ألَّا تبسل كقوله: {يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا} أي ألَّا تضلوا، و (ما) في قوله: «وما كانوا» بمعنى المصدر أي بكفرهم، عن أبي مسلم، وفتحت (أن) فيقوله: «أن تبسل»؛ لأن تقديره: ذكر بذلك أن تبسل.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في الكفار الَّذِينَ إذا سمعوا آيات اللَّه يستهزئون بها، ويتلاعبون.
  وقيل: ليس من قوم إلا ولهم عيد يلهون فيه إلا أمة محمد، فإن أعيادهم صلاة وتكبير وخير وبر، ففي ذلك نزلت الآية، عن الفراء.