التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين 71}

صفحة 2284 - الجزء 3

  · الأحكام: تدل الآية على الوعيد العظيم لهَؤُلَاءِ المشركين والتحذير من مثل حالهم وسلوك طريقتهم في الاغترار بطول حياتهم، وإيصال نعم اللَّه عليهم.

  وتدل على إيجاب تذكيرهم بالقرآن مع الإعراض الدال على الإنكار إزالة للتهمة، ثم تَرْكِهِمْ وما هم عليه فإن الجزاء لاَحِقٌ بهم.

  وتدل علي أن المكتسب للمعاصي يرتهن بجزاء ما عمل.

  وتدل على أنه لا ينفع يوم الجزاء وليٌّ ولا شفيعٌ ولا فديةٌ ولا توبةٌ.

  وتدل أن ما نالهم من العذاب كان جزاء على أعمالهم لذلك قال: «أبسلوا بما كسبوا»، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ.

  وتدل أن اتخاذهم الدين لعبًا، واغترارهم بالحياة الدنيا فِعْلُهُم؛ لذلك أضافه إليهم، وأوجب العقوبة، خلاف قول الْمُجْبِرَةِ، واختلفوا فقيل: الآية منسوخة بآية السيف، عن قتادة، وقيل: ليس بمنسوخ وإنما هو تهديد، عن مجاهد وغيره، وعلى ما رتبنا، الكلام لا نسخ في الآية.

قوله تعالى: {قُلْ أَنَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُنَا وَلَا يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الْأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ٧١}

  · القراءة: قرأ حمزة: «استهواه» بالألف ممالة وهو الياء على التذكير، والباقون بالتاء؛