قوله تعالى: {قل أندعو من دون الله ما لا ينفعنا ولا يضرنا ونرد على أعقابنا بعد إذ هدانا الله كالذي استهوته الشياطين في الأرض حيران له أصحاب يدعونه إلى الهدى ائتنا قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين 71}
  يريد أن ينسى.
  · النزول: قيل: نزلت الآية في عبد الرحمن بن أبي بكر حين دعا أباه وأمه إلى الكفر، فأنزل اللَّه تعالى هذه الآية.
  وقيل: نزلت في قوم دعوا بعض المسلمين إلى عبادة الأصنام، وأمر اللَّه تعالى أن يجيبوهم بقوله: «أندعوا» الآية.
  · المعنى: ثم عاد الكلام إلى حجاج المشركين في عبادتهم ما لا ينفع ولا يضر، فقال سبحانه: «قُلْ» يا محمد أو أيها الإنسان، أو أيها السامع لهَؤُلَاءِ الَّذِينَ يدعون إلى عبادة الأوثان «قُلْ أَندْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا» وقيل: أنطلب النجاح ممن لا يملك نفعًا ولا ضرًّا، وقيل: أنعبد ما لا يُرجى نفعه ولا يُخاف ضره، وهذا استفهام، والمراد الإنكار لعبادة من لا ينفع ولا يضر، عن أبي مسلم، يعني أنهم مع عبادتهم من هذا صفته يدعون إلى عبادته، فقل: نحن لا نعبد ولا ندعو إلى عبادة من لا ينفع ولا يضر، ونَدَعُ عبادة المالك القادر على النفع والضر «لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا» قيل: لا يملك لنا ثوابًا ولا عقابًا، وقيل: لا يقدر على رد نفع أعطاه اللَّه، ولا رد ضرر يُنْزِل اللَّهُ تعالى، حكاه الأصم. «وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللَّهُ» وقيل: معناه نرجع في إدبار من الأمر إلى الخطأ الذي كنا فيه بعد إذ هدانا اللَّه، عن الأصم، وقيل: إنه استعارة للإفهام؛ أي أنرجع عن دين اللَّه بعد إذ هدانا اللَّه، عن أبي مسلم، وهذه لفظة تَذْكُرُها العرب، وتفسيره: نرجع القهقرى في مشيتنا، وهو مَثَلٌ، يقولون لكل خائب لم يظفر بحاجته: رُدَّ على عقبيه ونكص على عقبيه «كالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ» قيل: أضلته عن أبي مسلم، وقيل: دعته إلى الهوى «فِي الْأَرْضِ» بالوسوسة، وهو في من