التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وحاجه قومه قال أتحاجوني في الله وقد هدان ولا أخاف ما تشركون به إلا أن يشاء ربي شيئا وسع ربي كل شيء علما أفلا تتذكرون 80 وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون 81}

صفحة 2303 - الجزء 3

قوله تعالى: {وَحَاجَّهُ قَوْمُهُ قَالَ أَتُحَاجُّونِّي فِي اللَّهِ وَقَدْ هَدَانِ وَلَا أَخَافُ مَا تُشْرِكُونَ بِهِ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ رَبِّي شَيْئًا وَسِعَ رَبِّي كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ٨٠ وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلَا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالْأَمْنِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ ٨١}

  · القراءة: قرأ نافع وابن عامر وأبو جعفر: «أتحاجّونِي» خفيفة النون على حذف إحدى النونين، وقرأ الباقون بالتشديد على إدغام إحداهما في الأخرى.

  وقرأ أبو جعفر ونافع وأبو عمرو ويعقوب: «هداني» بإثبات الياء على الأصل، وقرأ الباقون بحذفها للتخفيف ودلالة الكلام عليه.

  · اللغة: المُحَاجَّة: طلب كل واحد من الخصمين الحجة، وإيراد كل واحد الحجة على صاحبه.

  والهداية: الدلالة المؤدية إلى الحق.

  والسلطان: الحجة، والسلاطة من التسليط، وهو القهر، ومنه: السلطان، والسليط: الرجل الفصيح، وأصله: قوة يتمكن بها من المستضعف؛ لأنه يتسلط بها عليه، ثم قيل للقوي: سلطان، وللبرهان سلطان.

  والأمن: سكون النفس، ومنه: الأمان والإيمان؛ لأنه عمل ما يؤمن العقاب معه.

  · الإعراب: «أتحاجوني» استفهام، والمراد الإنكار للمحاجة بعد ظهور الحق بالأدلة.