التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين 84 وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين 85 وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين 86}

صفحة 2308 - الجزء 3

  أدلة التوحيد والعدل على ما تقدم، وقيل: هي قوله: «الَّذِينَ آمَنُوا ..» الآية عن مجاهد.

  «عَلَي قَوْمِهِ» أي احتج بها على قومه؛ ليبين بطلان ما هم عليه «نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ» في الدنيا بالنبوة والحكمة، وفي الآخرة بالجنة والمثوبة، عن الأصم، وقيل: نرفع درجات من نشاء بالعلم «إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ» يعني أنه حكيم يرفع الدرجات بالحكمة لمن استحقه، عالم بالأحوال.

  · الأحكام: تدل الآية على أن مجرد الإيمان لا يكفي في حصول الأمن حتى ينفى الظلم، خلاف قول المرجئة، وحمله على الشرك تخصيص بغير دليل، إلا أن يثبت ذلك عن رسول اللَّه ÷، فيجب حمله عليه.

  وتدل على أن الإيمان والظلم فعلهم، فيبطل قولهم في المخلوق، ولأنه لو خلقهما لكان حال الفريقين واحدًا في كونها محلاً لفعله يفعل فقط.

  وتدل على وجوب إيراد الحجة على المبطلين.

  وتدل على أن إيراد ذلك والقيام به منزلة عظيمة ودرجة رفيعة، وهو كل من دعا إلى حق أو قال حقًّا.

  وتدل على أن الثواب والعقاب جزاء على الأعمال، خلاف ما تقوله الحشوية.

  وتدل على صحة المحاجة في الدين.

قوله تعالى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ كُلًّا هَدَيْنَا وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ وَمِنْ ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٨٤ وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ ٨٥ وَإِسْمَاعِيلَ وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا عَلَى الْعَالَمِينَ ٨٦}