قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين 84 وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين 85 وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين 86}
  · القراءة: قرأ حمزة والكسائي: «الليسع» مشددة اللام وسكون الياء، على أنه لامان أدغم إحداهما في الأخرى، وقرأ الباقون بلام واحدة، ساكنة اللام، مفتوح الياء على أنها لام واحدة، والمعنى واحد في أنه اسم لنبي معروف، واللام الواحدة أشهر في اسمه.
  · اللغة: الهبة: العطية، وهو التفضل على غيره، وتفارق الصدقة من حيث تتضمن فقر المتصدق عليه. والهبة: عَقْدٌ له أحكام في الشرع منها القبض، وأنه ينعقد على مال، وأنه لا يتضمن بذلا، ومنها: الحيازة على اختلاف فيه، ومنها: صحة الرجوع بالاتفاق على اختلاف في مواضعه.
  والتفضيل أصله: من الفضل، وهو الزيادة من الخير، ومنه الإفضال، والتفضيل: الحكم لأحد المذكورين على الآخر بالفضل.
  · الإعراب: يقال: أيجوز نصب «داود» ورفعه؟
  قلنا: نعم، والقراءة بالنصب، فالنصب لوقوع الهبة عليه، وقيل: بـ (هدينا)، والرفع بتضمين كما تقول: رأيتك، ورجلان معك، ومنه: {فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ٧١}.
  يجوز الرفع والنصب.
  والهاء في «ذريته» قيل: يعود على (نوح)، عن الفراء وأبي علي، وهو الصحيح، لدخول لوط ويونس فيه، وقيل: على (إبراهيم)، و (يونس) و (لوط) معطوفان على (نوح)، وجوز الزجاج وأبو مسلم والأصم كلا الوجهين، وأباه غيرهم؛ لأن العطف لا يجوز أن يختلف.