التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين 84 وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين 85 وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين 86}

صفحة 2310 - الجزء 3

  و (زكريا) لا ينصرف؛ لأنه اسم أعجمي معرفة، ولو كان عربيًا لم ينصرف؛ لأن فيه ألف التأنيث.

  ويقال: ما زنة (إلياس)؟

  قلنا: قيل: «إفعال» كـ إحجام، وقيل: «فِيْعال» كجِرْبال.

  ويُقال: لم جاز إدخال الألف واللام على يفعل في (اليسع)؟

  قلنا: فيه قولان: قيل: دخل للمدح والتفخيم، عن الفراء، وقيل: إنه اسم أعجمي أتوا به على أصل لفظه بالأعجمية، والأول على أنه من وَسِعَ يَسَعُ.

  «كُلٌّ من الصالحين» رفع على الابتداء، ونوح ولوط ينصرفان؛ لأنه على ثلاثة أحرف أوسطه ساكن.

  · النظم: يقال: كيف يتصل ذكر الأنبياء بما قبله؟

  قلنا: قيل: بين أن ما يذهبون إليه - كما أنه ليس بدين إبراهيم - ليس بدين الأنبياء، ثم ذكرهم، وقيل: يتصل بقوله: «نرفع دَرَجَاتٍ» يعني: رفعنا درجات إبراهيم، وبين كيف رفع درجته في الدنيا بالنبوة والخلة، وأن هَؤُلَاءِ الأنبياء من ذريته، وفي الآخرة بالجنة، عن الأصم، وقيل: ذكر نعمه على إبراهيم بما أراه من الملكوت ورفع الدرجة، وبين أن من نعمه ما وهب له من الأولاد والنسل مثل هَؤُلَاءِ وعَدَّهُمْ.

  · المعنى: «وَوَهَبْنَا لَهُ» أي أعطينا لإبراهيم «إِسْحَاقَ» وهو ابنه من سارة «وَيَعْقُوبَ» وهو ابن ابنه إسحاق «كُلًّا هَدَيْنَا» أي هدينا كلهم قيل: بالنبوة، عن أبي مسلم، وقيل: بالكرامة والمدح والثواب، عن أبي علي، وقيل: أرشدهم ودلهم على الصراط المستقيم، عن الأصم «وَنُوحًا هَدَيْنَا مِنْ قَبْلُ» هَؤُلَاءِ «وَمِنْ ذُريتهِ» أي من ذرية نوح هو الأولى؛ لأنَّهُ أقرب المذكورين، ولأن فيمن عده عن ليس من ذرية إبراهيم، والذرية