قوله تعالى: {ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داوود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين 84 وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين 85 وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين 86}
  أولاده، وأولاد أولاده «دَاوُودَ وَسُلَيمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ» وهما أخوان، وموسى أكبر منه بسنة «وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ» قيل: الهدى واجب في حكمنا كالجزاء على الإحسان، وهو الدلالة والتمكين واللطف، وقيل: إنه ههنا جزاء وثواب، والهدي إلى الجنة، عن أبي مسلم، وقيل: كما جزينا إبراهيم جزينا هَؤُلَاءِ الأنبياء «وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى» يحيى هو ابن زكريا، وعيسى المسيح ابن مريم لا أب له «وَإلْيَاسَ» قيل: هو إدريس، عن ابن مسعود، وقيل: هو ابن أخي موسى بن عمران، عن ابن إسحاق، وهو من أنبياء بني إسرائيل، وقيل: الخضر، عن كعب، وقيل: إنه جعله من ذرية نوح، وإدريس جد نوح، إلا أن يقال: إنه عطفه عليهم، ولم يجعله من ذريتهم، فيكون خلاف الظاهر «كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ» يعني من الأنبياء والمرسلين «وَإسْمَاعِيلَ» هو ابن إبراهيم من (هاجر) الذي أنزله مكة، وهو جد النبي ÷، وقيل: هو الذبيح، وقيل: الذبيح إسحاق، والأول أصح، وهو اختيار القاضي لقوله بعد قصة الذبح: {وَبشَّرْنَاهُ بِإِسحَاقَ} ولقوله ÷: «أنا ابن الذبيحين» «وَالْيَسَعَ وَيُونُسَ وَلُوطًا وَكُلًّا فَضَّلْنَا» أي وكلهم فضلناهم «عَلَى الْعَالَمِينَ»، وقيل: فضل كل واحد على عالمي زمانه، وقيل: فضلهم كلهم على جميع الخلق على الإطلاق.
  · الأحكام: تدل الآية على أن هَؤُلَاءِ الأنبياء À سلكوا طريقة واحدة في الدين، فتدل أن ذلك هو التوحيد والعدل؛ لأنه لا يجوز فيه النسخ، والتغيير والتبديل، وقد دل عليه قوله: {شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينَ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا} ومعلوم أن الشرائع مختلفة فلم يبق إلا ما ذكرناه، ويدل عليه قوله: «وَهَدَيْنَاهُمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ» ثم قال: «فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ» وكل ذلك يؤيد صحة ما قلنا.
  وتدل على أن الأنبياء أفضل الخلق، أما في العقل فلأنه لو كان مفضولاً لكان فيه