التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وما قدروا الله حق قدره إذ قالوا ما أنزل الله على بشر من شيء قل من أنزل الكتاب الذي جاء به موسى نورا وهدى للناس تجعلونه قراطيس تبدونها وتخفون كثيرا وعلمتم ما لم تعلموا أنتم ولا آباؤكم قل الله ثم ذرهم في خوضهم يلعبون 91}

صفحة 2317 - الجزء 3

  · القراءة: قرأ ابن كثير: «يَجْعَلُونَهُ» بالياء، وكذلك «يبدونها» «ويخفون» على الإخبار عنهم، وقرأ الباقون بالتاء على الخطاب، وكله راجع إلى اليهود؛ لأنهم كانوا يخفون ما فيه صفة النبي ÷ والبشارة به.

  والقراء على تخفيف قوله: «قدروا» وعن بعضهم بالتشديد، والقراء على «حق قدره» بسكون الدال، وعن الحسن البصري «قدَره» بفتح الدال.

  · اللغة: القَدْر في كلام العرب: الجلالة، يقال: فلان ذو قَدْرٍ إذا كان ذا محل جليل، وأصل القَدْر: مبلغ الشيء، وكذلك القَدَر.

  والقراطيس: جمع قرطاس، والعرب تسمي الصحيفة: قرطاسًا من أي شيء كانت.

  والخوض: الدخول في الشيء على تلوث، خاض الماء يخوض خوضًا.

  · الإعراب: «قُلِ اللَّهُ» رفع على الجواب عند أكثر أهل العلم، إلا الفراء، فإنه اختار أن يكون على غير الجواب؛ لأنهم لم يسألوا فيجابوا، وأجاز أن يكون على الجواب.

  و «يلعبون» في موضع النصب على الحال، ولو كان جوابًا للأمر لحذف النون كقوله: {ذَرْهُم يَأكُلُوا} تقديره: ذرهم لاعبين.

  · النزول: اختلفوا في نزوله، فقال بعضهم: نزلت في اليهود، ثم اختلفوا فقيل: نزلت في