قوله تعالى: {إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون 95 فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم 96}
  · الأحكام: تدل الآية على عظيم ما يناله العصاة يوم القيامة من الذل والخزي بالانفراد عن [كل] ظهير ومعين وشفيع، وتركهم أموالهم لغيرهم، وتعذيبهم، وفيه حيث على الزهد في الدنيا، وذم الشح بالمال من حيث لا ينتفع بماله مع تمكنه أن يستحق بماله نعيم الأبد، فتطول حسرته، وتكبر ندامته.
  وتدل على الحث على اقتناء الطاعات التي بها ينال الفوز، لا اقتناء المال الذي يتركه، ولا ينتفع به؛ لأن تقدير الآية: إنا خلقناكم ولا مال معكم ولا معين، ثم خولناكم المال والخدم، ثم تركتم جميع ذلك، وجئتم فرادى، لا يصحبكم منه شيء، ولا ينفعكم، والعاقل من تفكر في هذا، علم أن الاغترار بها من شأن الجهال، دون العقلاء، وأن العاقل من اتبع طاعة اللَّه التي بها ينال فوز الدارين.
قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ٩٥ فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ٩٦}
  · القراءة: قرأ عاصم وحمزة والكسائي: «فَالِقُ الْإِصْبَاحِ» على الإضافة. «وَجَعَلَ اللَّيْلَ» بنصب اللام على فعل ماض اتباعًا للمصحف، وقرأ الباقون «جاعل» بالألف اتباعًا لقوله: «فالق» على أنه اسم الفاعل، وروي عن النخعي «فلق الإصباح» «وجعل» بغير ألف فيهما على أنهما فعل ماض، ونصب الحاء من (الإصباح)، وعن الحسن بفتحها، وعنه: «فالقَ» بنصب القاف، والقراء بالرفع على أنه عطف على «فالقُ الحب»، فأما