قوله تعالى: {إن الله فالق الحب والنوى يخرج الحي من الميت ومخرج الميت من الحي ذلكم الله فأنى تؤفكون 95 فالق الإصباح وجعل الليل سكنا والشمس والقمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم 96}
  النصب فقيل: على تقدير أعني فالق، وقيل: نصب على التعظيم، والقراء كلهم على قوله: «والشمس والقمر»، وعن بعضهم بالكسر عطفًا على (الليل).
  · اللغة: الفَلْق: الشق، ومنه: {فَانفَلَقَ} والفلق: الخلق أيضًا، والفلق: الصبح؛ لأن الظلام ينفلق عنه، أي: ينشق، والفلق: المطمئن من الأرض، كأنه ينشق عنه.
  والحب: جمع حبة، وهو كل ما لا يكون له نوى كالبر والشعير والذرة ونحوه.
  والنوى: جمع نواة، وهو كل ما له حب، كالتمر والمشمش ونحوهما.
  والإفك: الانصراف عن الحق والقلب عنه، ومنه: {فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ} كأنه قيل: فأنى يصرفون عنه، ومنه: المؤتفكات يعني المنقلبات، ومنه: الإفك الكذب؛ لأنه عدل عن الحق فصرف عنه.
  والإصباح: الدخول في ضياء النهار، ومن دخل فيه فهو مصبح، فكل إنسان مصبح بالإصباح، ومُمْسٍ بالإمساء، ومنه: {فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ ٨٣}، والإصباح: مصدر كالإقبال والإدبار، وهو الإضاءة، وعلى قراءة الحسن بفتح الهمزة: جمع صبح.
  والسكن: الذي يسكن إليه يقال: فلان سكني الذي أسكن إليه.
  والحُسْبان: قيل: جمع حساب، كشهاب وشهبان، وقيل: إنه مصدر حسبته حسابًا، تقول العرب: علي لله حسبان فلان؛ أي حسابه، ونظيره: رجحان ونقصان.
  · الإعراب: «جاعل» يتعدى إلى مفعولين؛ لأنه يقتضي حالاً يصير إليها الشيء خلاف ما كان عليه، وفاعل لا يتعدى إلا إلى مفعول واحد، ويستعمل جاعل بمعنى فاعل هاهنا.
  «الليل»: مفعول، والثاني قوله: «سكنا».