قوله تعالى: {وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون 97 وهو الذي أنشأكم من نفس واحدة فمستقر ومستودع قد فصلنا الآيات لقوم يفقهون 98}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «فمستقِرٌّ» بكسر القاف على أن الفعل مضاف إليه، وأنه الفاعل على معنى: فمنكم مستقر، والباقون بفتح القاف على معنى: ولكم في الأرض مستقر، واتفقوا في «مستودَع» بفتح الدال على ما لم يسم فاعله.
  · اللغة: الجعل والفعل من النظائر، والجعل ينصرف على أربعة أوجه:
  بمعنى خلق، كقوله: «جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ»، {وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ}.
  الثاني: بمعنى القلب كقولهم: جَعَلَ الطين خزفًا.
  الثالث: صيره، كقولهم: جعله يضرب زيدًا.
  الرابع: بمعنى الحُكْم، كقولهم: جعله فاسقًا.
  والنجوم: جمع نجم، وهو مأخوذ من نَجَمَ أي: طلع، يقال: نجم السن والقرن: إذا طلع، والتَّجْمَ من النبات: ما ليس له ساق، وقيل: النجم اسم للثريا اسم عَلَمٍ.
  والاهتداء: سلوك طريق الهدى، يقال: هداه فاهتدى؛ أي: دله على الرشد فعرفه.
  والتفصيل: تبيين الأشياء بالدلائل فصلا فصلاً، يقال: فصلت الشيء فصلاً.
  والإنشاء: ابتداء إحداث الشيء من غير احتذاء على مثال، يقال: أنشأ الكتاب والشعر: إذا ابتدأه، والغلام الناشئ: الحَدَث، ومنه: النشأة الثانية.
  والاستقرار: التمكن. والقرار من الأرض: المكان المطمئن الذي يستقر فيه الماء.
  والاستيداع: من الوديعة، وهي ما يودع الإنسان. قال الكسائي: أودعته مالاً أي: دفعته إليه حتى يكون وديعة عنده، وأودعته إذا سألك أن تقبل وديعته فقبلتها.
  والفقه: الفهم لمعنى الكلام، ثم صار اسمًا لعلم الفتيا في العرب؛ لأن معتمده على فهم الأصول المنصوصة.