التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ذلكم الله ربكم لا إله إلا هو خالق كل شيء فاعبدوه وهو على كل شيء وكيل 102 لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير 103}

صفحة 2346 - الجزء 3

  وتدل على أن القول في الدين بغير علم مذموم.

  وتدل على أن هذا النوع من العلم هو علم التوحيد يعلم استدلالاً، ويبطل قول أصحاب المعارف، ولذلك نبه بالأدلة.

  ويدل قوله: «سُبْحَانَهُ» على تنزيهه عما لا يليق به، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ، والمشبهة، وكل مبطل ومشرك.

  وتدل على جواز الحجاج في الدين.

  ومتى قيل: قوله: «وخلق كل شيء» يدل على خلق الأفعال؟

  فجوابنا أن المفهوم أنه أراد المخلوقات كما تقول: أكلت كل شيء يفهم المأكولات. والمخلوقات كلها هي خلق له؛ لما فيه من التقدير العجيب، ولأنه ينزه عن إفكهم وكذبهم، فلو كان خلقه لما تنزه عنه، ولأنه تمدح بالآية، ولا تمدح بأن يَخْلُقَ الكفر والقبيح والفواحش.

  وتدل على خلق القرآن؛ لأنه شيء مخلوق مقدر، ولا خلاف أن المتلو في المحاريب مخلوق، وإنما خالفونا في شيء لا دليل عليه.

قوله تعالى: {ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ١٠٢ لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ١٠٣}

  · اللغة: الوكيل: مَنْ تُوكَلُ إليه الأمور، تقول: وكلت هذا الأمر إلى فلان، أي: وليته تدبيره، والمؤمن يتوكل على اللَّه أي: يفوض أمره إلى اللَّه، واللَّه وكيل؛ لأن منافع أفعاله تعود عليهم، وتُدَبِّرُ أمورهم.