قوله تعالى: {اتبع ما أوحي إليك من ربك لا إله إلا هو وأعرض عن المشركين 106 ولو شاء الله ما أشركوا وما جعلناك عليهم حفيظا وما أنت عليهم بوكيل 107}
  وتدل على أنه تعالى يكرر الآيات تأكيدا للحجة والبعثة للنظر فيها.
  ويقال: هل في الآية نسخ؟
  قلنا: قيل: بلى نسخ بآية السيف، عن الزجاج، وقيل: لا والمراد توكيد ما بيَّنا، وهو الوجه.
  وتدل على أن العبد مختار بين النظر وترك النظر، فيوجب أن النظر فعلهم، وأن الاستطاعة قبل الفعل.
قوله تعالى: {اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ١٠٦ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكُوا وَمَا جَعَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ ١٠٧}
  · اللغة: الاتباع: طَلَبُ الثاني أن يتصرف تصرف الأول، فلما كان النبي ÷ يتصرف فيما يوجبه الوحي كان متبعًا له، ويُقال: تبعت فلانًا أي: تلوته واتبعته إذا لحقته، والتَّبِيعُ: ولد البقرة إذا تبع أمه، فأما ما جاء في الحديث: «تابعنا الأعمال فلم نر مثل الزهد»، قال أبو عبيدة: المتابعة الإحكام والمعرفة.
  والإيحاء: إلقاء المعنى إلى النفس على وجه يخفى.
  والإعراض: الانصراف بالوجه إلى جهة العرض.
  · النزول: قيل: إن المشركين قالوا لرسول اللَّه ÷: ارجع إلى دين آبائك، فنزلت الآية.