قوله تعالى: {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون 111}
  زيد، وقيل: أول مرة في الدنيا، كذلك لو أعيدوا ثانية كما قال: {وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا} عن ابن عباس، وقيل: نجازيهم في الآخرة كما لم يؤمنوا في الدنيا، عن أبي علي، وقيل: كما لم يؤمنوا بسائر الأنبياء «وَنَذَرُهُم فِي طُغْيَانِهِمْ» أي: نخليهم وما اختاروا من الطغيان، فلا نحول بينهم وبينه «يَعْمَهُونَ» يترددون في الحيرة؛ لأنه لا لطف لهم، وقيل: نتركهم، ولا ننزل الآيات لما كان المعلوم أنهم لا يؤمنون.
  · الأحكام: تدل الآية أنه تعالى يعاقب أهل النار بتقليب قلوبهم وأبصارهم على النار، وقد ورد القرآن بذلك، فقال سبحانه: {تَطَّلِعُ عَلَى الْأَفْئِدَةِ} وقيل: تلفح وجوههم النار، ونظائر ذلك، وورد بذلك آثار جمة.
  وتدل على أن الكافر لا لطف له؛ فلذلك خلاه اللَّه تعالى، وما اختاره من الضلال، ولو كان له لطف لفعل به.
  وتدل على أن هذا التقليب جزاء لهم فيبطل قول من يقول: العقوبة ليست بجزاء على الأعمال.
  وتدل على أن الإيمان والطغيان فِعْلُهم، لذلك أضافه إليهم، وذمهم عليه.
قوله تعالى: {وَلَوْ أَنَّنَا نَزَّلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلًا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ ١١١}
  · القراءة: قرأ نافع وابن عامر: «قِبَلاً» ههنا وفي (الكهف) بكسر القاف، وفتح الباء. وقرأ عاصم وحمزة والكسائي بالضم فيهما في السورتين، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ههنا بالضم، وفي (الكهف) بالكسر، وقرأ أبو جعفر على الضد من ذلك ههنا بالكسر، وفي (الكهف) بالضم، وروي أن في حرف أبي «قبيلا» واحد القبيل، وهو الكفيل، أما الضم