التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ولو أننا نزلنا إليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون 111}

صفحة 2367 - الجزء 3

  فقيل: جمع قبيل أي: قبيلاً قبيلا، وقيل: جمع قبيل بمعنى الكفيل، وقيل: من المقابلة، وأما بالكسر فمعناه عيانًا، ومنه حديث آدم «أنه تعالى كلمه قبلا». أي: عيانًا.

  · اللغة: الحشر: الجمع مع سوْقٍ، وكل جمع حَشْرٌ، تقول العرب: حشرت السنة مال بني فلان، أي: جمعته وأتتْ عليه.

  وفي (قُبُل) بضم القاف والباء ثلاثة أقوال:

  أحدهما: أن يكون جمع قبيل، وهو الكفيل، والضمين، نحو رغيف ورُغُف، وقضيب وقُضب، والقبالة: الكفالة يقال: قبل به قبالة.

  الثاني: أن يكون جمع قبيل وقبيلة، نحو سفينة وسفين وسفن، وقبائل العرب واحدها قبيلة.

  الثالث: أن يكون من المقابلة والمواجهة من قولهم: آتيك قبلا أي: مواجهة، ومنه القِبْلَةُ؛ لأن الناس يقبلون عليها في صلواتهم، ويقال: فعل ذلك قبلاً يعني مواجهة، ومنه القَبَلُ: النُّشُرُ من الأرض يستقبلك تقول: رأيت بذلك القبل شخصا.

  · الإعراب: الضمير في قوله: «أكثرهم» قيل: يرجع إلى الناس، ولم يجر ذكرهم، والعرب تفعل ذلك كقولهم: حدثني بعضهم؟ وزعم بعضهم اعتمادًا على علم السامع عن أبي مسلم، وقيل: الضمير: يرجع إلى من تقدم ذكره من الكفار، ويحتمل أن يريد بأكثرهم كلهم.

  · النزول: قيل: نزلت في أهل الشقاء عن ابن عباس، وهم الَّذِينَ سألوا الآيات، عن ابن