قوله تعالى: {فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين 118 وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين 119 وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون 120}
  أهله» وتدل على أن الظن في الدين خطأ، وهذا في أصول الدين الذي بابه العلم.
  فأما في مسائل الاجتهاد، فإن الظن فيه قد يحسن، ومن مشايخنا من يقول هناك لا يتبع الظن؛ لأنه قام دليل قاطع على وجوب العمل به، وإن كان الطريق مظنونًا فالعمل يتبع الدليل لا الظن.
  وتدل على التحذير من النفاق والرياء؛ لأنه عالم بالسرائر.
  وتدل على التحذير من الاغترار بعلماء السوء، وإن كثروا، وكثر أتباعهم وجاههم.
  وتدل على الوعد والوعيد؛ لأن قوله: «هُوَ أَعْلَمُ» ينبئ عن ذلك.
  وتدل على أن الضلال والإضلال فعل العبد، خلاف ما يقوله أهل الجبر.
قوله تعالى: {فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ ١١٨ وَمَا لَكُمْ أَلَّا تَأْكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلَّا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ ١١٩ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ ١٢٠}
  · القراءة: قرأ ابن كثير وأبو عمرو ويعقوب: «لَيُضِلُّونَ» بفتح الياء، وكذلك في يونس: {رَبَّنَا لِيُضِلُّوا} وفي إبراهيم: {لِيُضِلُّوا} وفي الحج: {ثَانِيَ عِطْفِهِ لِيُضِلَّ} وفي سورة لقَمان: {لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ} وفي