قوله تعالى: {فكلوا مما ذكر اسم الله عليه إن كنتم بآياته مؤمنين 118 وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه وقد فصل لكم ما حرم عليكم إلا ما اضطررتم إليه وإن كثيرا ليضلون بأهوائهم بغير علم إن ربك هو أعلم بالمعتدين 119 وذروا ظاهر الإثم وباطنه إن الذين يكسبون الإثم سيجزون بما كانوا يقترفون 120}
  الزمر: {أَندَادًا لِيُضِلَّ} كل ذلك بفتح الياء، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي جميع ذلك بضم الياء، فالنصب على أنه ضل نفسه، ويضل على أنه أضل غيره.
  قرأ أبو جعفر ونافع وحفص عن عاصم: «وقد فَصَّلَ لكم» بفتح الفاء والصاد «ما حَرَّم» بفتح الحاء والراء، يعني أنه تعالى فصل ما حرم، وقرأ ابن كثير وابن عامر وأبو عمرو: «وقد فُصِّلَ لكم» بضم الفاء وكسر الصاد «ما حُرِّمَ» بضم الحاء وكسر الراء على ما لم يسم فاعله؛ لأنه أفخم، وقرأ حمزة والكسائي وأبو بكر عن عاصم: «فَصَّلَ» بفتح الفاء والصاد و «حرّم» بضم الحاء وكسر الراء يعني اللَّه فصل ما حرم على ما لم يسم فاعله، وأجمعوا على تشديد الصاد في «فصّل» وعن عطية العوفي بتخفيف الصاد أي: قطع الحكم به.
  · اللغة: يَذَرُ وذَرْ استعمل منه المستقبل والأمر، وأهمل الماضي واسم الفاعل، فلم يستعمل وَذَرَ، ولا «وَاذِرْ» كراهة الابتداء بالواو، وسبيله سبيل (وَدَعَ) في أنه لم يستعمل منه فعل ولا فاعل؛ للاستغناء عنه بـ (تَرَكَ) وتارك، مع الإشعار بكراهة الواو ابتداء، والعرب تفعل مثل ذلك، فقد استعملوا ماضي (عسى) دون المستقبل، واسم الفاعل، وقد جاء وَذَرَ شاذًّا في حديث بدر، وقول أبي جهل: «ما ودع وما وذر»، وقد استعملت العرب ألفاظًا أولها الواو، قالوا: وِذَرَة: القطعة من اللحم، والوَذْم: سيور، والوَرْسُ: نبت، وأمثالها كثيرة إلا أن اللغة تنبع المواضعة، فما استعملوها استعملت وما أهملوها أهملت، قال الخليل: أماتت العرب من «ذَرْ» الماضي، فلا يكادون يقولون: وذروا.
  الإظهار والإعلان والإبراز نظائر، والظاهر هو الكائن على صفة يمكن معها إدراكه، ثم يستعمل في العلم فيقال: ظهر لي كذا، وهذا ظاهر، وإن كان لا يدرك.