قوله تعالى: {فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء كذلك يجعل الله الرجس على الذين لا يؤمنون 125 وهذا صراط ربك مستقيما قد فصلنا الآيات لقوم يذكرون 126}
  الهلاك، ومنه: {أَإِذَا ضَلَلْنَا فِي الْأَرْضِ} والضالة والضلالة بمعنى، ورجل ضليل ومضلل صاحب ضلالة، وجاء في القرآن بمعنى الضلال عن الدين كقوله: {وَأَضَلَّهُمُ السَّامِرِيُّ} وبمعنى الضلال عن طريق الجنة كقوله: {يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا} وبمعنى الضلال عن زيادة الهدى، وبمعنى الحكم بالضلالة، وبمعنى وجدانه ضالاً كقوله: {وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ} وبمعنى الهلاك والضلال عن الدين لا يجوز على اللَّه تعالى؛ لأنه قبيح.
  والشَّرْح: التبيين، يقال: شرحت الأمر: بينته وأوضحته، وشرحت اللحم منه.
  والحرج: الشديد الضيق، وأصله: الحَرَجَةُ: الشجرة الملتفة على ما تقدم، والحَرَجُ: جمع حرجة، ويقال: حرجان أيضًا وحراج أيضًا، قال: وقوله: «وحدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج» يحتمل المعنيين: الإثم والضيق.
  والرجس: القذر، قال الأزهري: هو اسم لكل ما يستقذر من عمل، ويقال:
  الرجس: المأثم، رَجِسَ الرجل يَرْجَسُ، ورَجُسَ يَرْجُسُ مثل: كرم يكرم: إذا عمل عملاً قبيحًا. والصراط: الطريق.
  · الإعراب: الكاف في قوله: «كذلك» كاف التشبيه، ووجه ذلك أنه جعل الرجس على هَؤُلَاءِ كجعله ضيق الصدر في قلوب أولئك في أن جميعه حكمة.
  نصب «مستقيمًا» على القطع.
  «الآيات» موضعه نصب بـ «فصلنا».
  · النظم: يقال: كيف تتصل هذه الآية بما قبلها؟