قوله تعالى: {يامعشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين 130 ذلك أن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون 131 ولكل درجات مما عملوا وما ربك بغافل عما يعملون 132}
  جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا} وكلاهما جائز في العربية، ولا تجوز القراءة إلا بالظاهر.
  قرأ ابن عامر وحده: [«تعملون»] بالتاء على الخطاب والباقون بالياء.
  · اللغة: قص الشيء يقص قصًّا وقَصَصًا، وقصصت الشيء: تبعت أثره شيئًا بعد شيء، والقاصُّ: الذي يأتي بالقصة، واقتصصت الحديث: رويته، وهو من اقتصصت الأثر: تبعته.
  والغفلة: ذهاب المعنى عمن يصح أن يدركه، ونظيره: السهو، إلا أن نقيض السهو: الذكر، ونقيض الغفلة: اليقظة.
  يقال: إذا كان (يا) للنداء فكيف جاز نداء من ليس بحاضر؟
  قلنا: لأنه حكاية ما يقال لهم في وقت حضورهم في الآخرة.
  ويُقال: ما موضع «ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ»؟
  قلنا: قيل: رفع على تقدير: الأمر ذلك، و (ذلك) إشارة إلى ما تقدم، وقيل:
  نصب على تقدير: فعلنا ذلك لهذا.
  وقوله: «وَلِكُلّ دَرَجَاتٌ» قيل: فيه حذف؛ أي: لكل عامل بطاعة أو معصية درجة ومنزلة من عمله حتى يجازى به، إن كان خيرًا فخير، وإن كان شرًّا فشر.
  · المعنى: ثم بيَّن تمام ما يقال لهم، فقال سبحانه: «يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ وَالِإِنسِ أَلَمْ يَأْتِكمْ» هذا استفهام والمراد التقرير؛ أي: قد أتاكم «رُسُل مِنْكُمْ» قيل: كان في الجن رسل كما في الإنس رسل، عن الضحاك، وقيل: لم يكن في الجن رسول، ثم اختلفوا، فقيل: