قوله تعالى: {وربك الغني ذو الرحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرية قوم آخرين 133 إن ما توعدون لآت وما أنتم بمعجزين 134 قل ياقوم اعملوا على مكانتكم إني عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون 135}
  الياء، فتكون بمنزلة «عَلَيْتَ» من «علوت»، قال [ثعلب]: الذرية بالكسر الأصل، وبالضم الولد.
  الوعد في الخير، والإيعاد في الشر يقال: وعده وعدًا، وأوعده إيعادًا، وفي مصدر «توعدون»، يحتمل الوجهين؛ لأن الساعة خير للمؤمنين شر على الكافرين، والمكانة: مصدر المكين، وهو المقام اللازم، وقيل: المكانة الطريقة، ومنه: فلان يعمل على مكانته، ومكينته أي: طريقته ووجهته.
  · الإعراب: يقال: ما معنى (مِنْ) الأولى والثانية في قوله: «وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنشَاكُمْ مِنْ ذُرِّيَّة قَوْمٍ آخَرِينَ».
  قلنا: أما الأولى فبمعنى البدل كقولهم: أعطيتك من دينارك ثوبًا أي: مكانه وبدله. وأما الثانية فبمعنى ابتداء الغاية.
  ويقال: ما معنى (ما) في قوله: «إنما توعدون»؟
  قلنا: بمعنى الذي تقديره: إنّ الذي توعدون لآتٍ، موضعها نصب، وموضع (لآتٍ) رفع لأنه خبر (إنَّ)، إلا أنه معتل لا يدخله الضم، ولا يجوز أن تكون (ما) كافة؛ لأن بعدها خبر، بخلاف: إنما قام زيد، (لآتٍ) خبر له.
  ويُقال: ما موضع (مَنْ) في قوله: «من تكون» من الإعراب؟
  قلنا: قيل رفع، على معنى أَيُّنا تكون له عاقُبة الدار، وقيل: نصب، على معنى الذي وأعمال العلم.
  · النظم: يقال: كيف يتصل قوله: «وربك الغني» بما قبله؟