قوله تعالى: {وكذلك زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم ليردوهم وليلبسوا عليهم دينهم ولو شاء الله ما فعلوه فذرهم وما يفترون 137}
  وراد، وتردى ترديًا، ومنه {وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى} والمراد الحجر يتردى من رأس جبل، ومنه: المتردية، ويُقال: أرْدَيْتُ: أهلكت، وأردت: أفسدت، وأرادت: أغنت، وفلان رده: أي: معينه، والمِرْدَاةُ: الصخرة يكسر بها الحجارة.
  واللَّبْس: اختلاط الأمر، يقال: لبست عليه ألبسه، وفي الأمر لبسة أي: ليس بواضح.
  · الإعراب: الكاف في قوله: «وكذلك زين» كاف التشبيه، ووجه الشبه كما جعل أولئك في الحرث والأنعام ما ليس لهم، كذلك زين هَؤُلَاءِ ما ليس لهم أن يزينوه، واللام في قوله: «ليردوهم وليلبسوا» قيل: لام العاقبة، وقيل: لام كي.
  · المعنى: ثم بَيَّنَ تعالى خصلة من خصالهم القبيحة مضمومًا إلى سائر ما تقدم، فقال سبحانه: «وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ» مشركي العرب «قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ» وهو ما زينوا لهم من قتل البنات وَوَأْدِها أحياء خيفة الغيلة والعار، عن الحسن ومجاهد والسدي، وقيل: كان السبب في ذلك أن النعمان أغار على قوم وسبوا نساءهم، فكان فيهن بنت قيس بن عاصم، ثم اصطلحوا، فأرادت كل امرأة عشيرتها غير ابنة قيس، فأرادت منْ سباها، فحلف قيس ألَّا يولد له بنت إلا وأدها، فصار ذلك سنة فيما بينهم، وقال الكلبي: كان الرجل منهم في الجاهلية يحلف لئن ولد له كذا غلامًا لينحرن أحدهم كما حلف عبد المطلب على ابنه عبد اللَّه «شُركاؤُهُمْ» قيل: الشياطين زينوا لهم ذلك بالوسوسة، عن الحسن ومجاهد والسدي، وقيل: هم قوم كانوا يخدمون الأوثان، عن الفراء والزجاج، وقيل: السدنة وعلماؤهم، وكانوا يستأكلون الناس بالأصنام، ويصنفون شرائع ويضيفونها إلى الأصنام كما روي أن أول مَنْ غَيَّرَ دين إبراهيم وسَنَّ عبادة الأصنام عمرو بن لحيّ، هكذا روي عن النبي ÷، وقيل: