التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات والنخل والزرع مختلفا أكله والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 141}

صفحة 2436 - الجزء 3

  والثاني: أنه خطاب للسلطان، عن ابن زيد أي: لا يأخذ بغير حق، ولا بأخذ يجحف بأرباب الأموال، وقيل: لا تسرف بوضعه في غير موضعه، ومَنْعِهِ المستحق.

  الثالث: أنه خطاب للجميع بألَّا يسرف رب المال في الإعطاء، ولا الإمام في الأخذ، وصَرْفِهِ إلى معارفه.

  «إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» أي: لا يريد تعظيمهم وثوابهم.

  · الأحكام: تدل الآية على عظيم نعمه تعالى بخلق هذه الأجناس من النعم.

  وتدل على أن وجه الإنعام فيها قد يكون كالوكيل، وبما يتناول الناظر.

  وتدل على أنه خلقه لينتفع به، فلذلك قال: «كلُوا مِنْ ثَمَرِهِ».

  وتدل على وجوب الحق فيه، والصحيح أنه العشر، أو نصف العشر.

  وتدل على أن لوقت الحصاد تأثيرًا فيه، وهو وقت انعقاد الحب، على ما يقوله أبو حنيفة.

  واختلفوا فيما يؤكل قبل الحصاد، فقيل: لا يحسب على الأرباب، وذكر علي بن موسى القمي ما يؤكده في السنة، وقال بعضهم: يحتسب.

  وتدل على النهي عن الإسراف في الأكل؛ لأن الصحيح أنه أراد به الأكل؛ لأن الإيتاء مقدر معلوم عن القاضي.

  واختلفوا فقال بعضهم: الآية مدنية، والمراد به العشر، وعليه الأكثر، وهو ثابت، وقال بعضهم: إنها مكية نسخت، حكاه الأصم.

  الفقه: أحكام العشر

  لا خلاف في وجوب العشر، وقد ورد به الكتاب والسنة فقال النبي ÷: «ما سقت السماء فيه العشر وما سقي بغرب أو دالية ففيه نصف العشر»، وأجمعوا على