التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا مما رزقكم الله ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين 142 ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبئوني بعلم إن كنتم صادقين 143 ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذكرين حرم أم الأنثيين أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين 144}

صفحة 2447 - الجزء 4

  خُطُوات بضم الخاء والطاء، وبضم الخاء وسكون الطاء، وبضم الخاء وفتح الطاء.

  والضأن قيل: واحده ضائن نحو: تاجر وتَجْر عن الزجاج، ونظيره: صاحب وصَحْب، وراكب ورَكْب لا واحد له، وقيل: يجمع على الضئين، كقولك: عبد وعبيد، وماعز ومَعْز إلا أنه يفتح لحرف الحلق، وجمعه: مواعز. والزوج: زوج المرأة، والزوج: الصنف واللون، ومنه: {مِنْ كُلِّ زَوجٍ بَهِيجٍ} ويقال للواحد والاثنين زوج كما يقال للواحدة والاثنين: خصم وعدل. والاشتمال: أصله الشمول يقال: شملهم الأمر أي: عمهم يشملهم شمولاً، وهو شامل، ومنه: الشمال بشمولها على ظاهر الشيء وباطنه لقوتها، ولطفها، ومنه: الشمول الخمر لاشتمالها على العقل، وقيل: لأن لها عصفة كعصفة الشمال، والشملة: كساء يؤتزر به.

  · الإعراب: نصب «حمولة وفرشًا» أي: أنشأ جنات، وأنشأ من الأنعام حمولة وفرشًا، ونصب «ثَمَانِيَةَ»؛ لأنها بدل من الحمولة والفرش، وفي «اثنين» يجوز الرفع والنصب على ما تقدم، والاختيار النصب؛ لأنه أول على معنى الإنشاء وعليه الفراء.

  · النزول: عن ابن عباس بن مالك بن عوف الجشمي أتى رسول اللَّه ÷ بعد نزول هذه الآيات، وكان رجلاً ذا رأي فقال: يا محمد، إنك تحرم أشياء كانت آباؤنا تحلها، وتحل أشياء كانت آباؤنا تحرمها فلم ذاك؟ فقال ÷: «إن اللَّه خلق ثمانية أزواج فمن أين جاء هذا التحريم أمن قبل الذكر أم من قبل الإناث أم من قبل ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين بين إن كنت صادقًا أن اللَّه حرم هذا؟» فسكت فقال: «مالك لا تتكلم؟» فقال: تكلم أَسْمَعْ، فتلا عليه هذه الآيات إلى قوله: «قُلْ لاَ أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ ... إِلَيَ» ... إلى آخرها.