التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا أو ما اختلط بعظم ذلك جزيناهم ببغيهم وإنا لصادقون 146 فإن كذبوك فقل ربكم ذو رحمة واسعة ولا يرد بأسه عن القوم المجرمين 147}

صفحة 2454 - الجزء 4

  · القراءة: قراءة العامة: «ظُفُر» بضم الظاء والفاء، وعن الحسن بكسر الظاء وسكون الفاء، وعن ابن السمال بكسر الظاء والفاء، وكلها لغات.

  · اللغة: الظُّفُر: ظفر الإنسان وغيره، وظَفَرَ في الشيء إذا جعل ظُفْرَهُ فيه، ورجل أظفر: طويل الأظفار، مثل: أشعر: طويل الشعر، ويقال للمهين: كليل الظفر. الحوايا: المباعر، قال الزجاج: قيل في واحدها حاوية وحاوياء وحوية فعلى القولين الأولين زنته فواعل، نحو: قاصعا وقواصع، وضاربة وضوارب، وعلى حوية زنته فعائل نحو: سفينة وسفائن، وهو ما يحوي في البطن فاجتمع واستدار، والحِوَاء بيوت مجتمعة على ماء، ومنه الحديث: «كان يحوي وراءه بعباءة ثم يردفها» وصفته أن يجعل حوية، وهو أن يدعي كساء حول السنام ثم يركب. والبأس: الشدة في الحرب، ورجل ذو بأس.

  · الإعراب: «إلا ما حملت» نصب على الاستثناء، وموضع «الحوايا» من الإعراب فيه قولان:

  الأول: رفع بالعطف على الظهور بتقدير أو حملت الحوايا.

  الثاني: نصب بالعطف على (ما) في «إلا ما حملت» على تقدير: أستثني ما حملت، وأستثني الحوايا، فأما (ما اختلط) فنصب بالعطف على (ما) الأولى.

  · النزول: قيل: إن العرب قالوا: إنا علمنا تحريم السائبة من أهل الكتاب فكَذَّبهم اللَّه تعالى، وبَيَّنَ ما كان محرمًا على اليهود، ونزلت الآية.