التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون 153}

صفحة 2468 - الجزء 4

  أن جميع ما ذكر في الآية فعلهم، وليس بخلق لله، فلذلك علق المدح والذم بهم، فيبطل قولهم في المخلوق.

قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ١٥٣}

  · القراءة: قرأ ابن عامر ويعقوب «وِإنْ هذا» بكسر ألف أن وسكون النون، وقرأ حمزة والكسائي بكسر الألف وتشديد النون، وقرأ أبو جعفر ونافع وابن كثير وعاصم وأبو عمرو بفتح الألف وتشديد النون، والقراء أجمعوا على سكون الياء من «صراطي» غير ابن عامر فإنه فتحها، وقرأ ابن كثير وابن عامر «سراطي» وحمزة بين الصاد والزاي والباقون صافية، وكلها لغات.

  فأما فتح (إن) ففيه وجهان: الأول: العطف على ألَّا تشركوا. الثاني: لأن هذا صراطي فاتبعوه.

  فأما الكسر ففيه وجهان:

  أحدهما: على «أَتل ما حرم»، وأتل أن هذا صراطي، بمعنى: أقول.

  الثاني: على الاستئناف.

  · اللغة: الصراط: الطريق، وإنما قيل للشرع طريق؛ لأنه يؤدي إلى الجنة، فهو يؤدي إليها، فأما سبيل الشيطان: فطريق النار نعوذ بِاللَّهِ منها، والصراط والسبيل نظائر.

  · الإعراب.

  يقال: ما الفرق بين الرفع والنصب في قوله: «مستقيمًا»؟