قوله تعالى: {المص 1 كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين 2 اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون 3}
  · القراءة: قرأ ابن عامر «قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ» بالياء والتاء، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم بالياء، وتخفيف الذال، وقرأ الباقون بالتاء وتشديد الذال، فالتخفيف على التاء الثانية، والتشديد على الإدغام، والقراء كلهم قَرَأُوا «ولا تتبعوا» بالعين غير معجمة من الاتباع، وعن مالك بن دينار «ولا تبتغوا» بالغين المعجمة من الابتغاء، وهو الطلب أي: لا تطلبوا.
  · اللغة: الحرج: الضيق وهو الأصل، والحرج: الإثم. والإنذار: الإعلام بموضع المخافة لِيُتَّقَى، ومنه النذير. وَالاتِّباع: اقتداء الثاني بالأول في التصرف، فيتصرف بتصرفه، ويتدبر بتدبره. ويقال: ذكرت الشيء بلساني وذكرتة بقلبي، فإذا أضيف إلى اللسان فهو قول، وإذا أضيف إلى القلب فهو الحفظ، وتذكرت: أخذت في الذكر شيئًا بعد شيء كقوله: تعلم وتفقه، وهذا هو الأصل في «تَفَعَّلَ».
  · الإعراب: يقال: لم بنى «المص» على السكون في الوصل، مع أن قبلها ساكنا؟
  قلنا: لأن حروف الهجاء توصل على نية الوقف؛ لأنها تجري على تفصيل الحروف؛ للفرق بينها وبين ما يوصل للمعاني، وأدغمت الميم التي في اللام في ميم بعدها، وجزمت الصاد، وهذه الحروف مجزومة أبدًا، إلا أنها حروف هجاء، فإن عَطَفْتَ بالواو نونتها وأعربتها، تقول: ألفٌ ولامٌ وميمٌ وصادٌ.
  يقال: ما موضع «المص» من الإعراب؟
  قلنا: فيه أقوال: