قوله تعالى: {المص 1 كتاب أنزل إليك فلا يكن في صدرك حرج منه لتنذر به وذكرى للمؤمنين 2 اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون 3}
  الأول: الابتداء وخبره «كتاب».
  الثاني: رفع لأنه خبر الابتداء على تقدير هذه (المص)، في معنى قول الفراء.
  الثالث: لا موضع له لأنه في موضع جملة كما روي عن ابن عباس «أنا اللَّه أعلم وأَفْصِل»، عن الزجاج، وعلى هذين الوجهين «كتاب» رفع؛ لأنه ابتداء.
  ويقال: ما العامل في قوله: «كِتَاب»؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: هذا كتاب فحذف؛ لأنها حال إشارة وتنبيه.
  الثاني: «المص كتاب».
  ويقال: ما معنى الفاء في قوله: «فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ»؟
  قلنا: يكون محمولاً على معنى (إذًا).
  ويقال: ما موضع «وذكرى».
  قلنا: فيه ثلاثة أقوال:
  الأول: نصب على أنه أنزل للإنذار وذكرى، كما تقول: جئتك للإحسان وشوقًا إليك، وقيل: نصب على المصدر أي: ويذكر ذكرى.
  الثاني: رفع على تقدير: وهو ذكرى، وقيل: مردود على الكتاب.
  الثالث: قال الزجاج: ويجوز فيه الجر؛ لأن المعنى: لِأَنْ تنذر وذكرى، قال علي بن عيسى: في هذا الوجه ضعف.
  · النظم: يقال: بأي شيء يتصل قوله: «لتنذر»؟