قوله تعالى: {ولقد مكناكم في الأرض وجعلنا لكم فيها معايش قليلا ما تشكرون 10 ولقد خلقناكم ثم صورناكم ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس لم يكن من الساجدين 11}
  الثاني: خلقنا آدم، ثم صورناكم في ظهره، عن مجاهد والربيع وقتادة والضحاك والسدي، وهذا شيء لم يثبت.
  الثالث: تقديره: خلقناكم ثم صورناكم، ثم إنا نخبركم أنا قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم، كما تقول: إني داخل ثم إني معجل.
  الرابع: قال الأخفش: (ثُمَّ) ههنا بمعنى الواو، وقال الزجاج: هو خطأ عند جميع النحويين، قال الشاعر رواه الأخفش:
  سَأَلتْ رَبيعَةَ مَنْ شْرُّها ... أبًا ثُمَّ أُمَّا فقالوا لِمَهْ
  فقيل في البيت: لتخبر أولاً عن الأب، ثم عن الأم، وقيل: ثم بمعنى الواو.
  الخامس: أنه على تقدير محذوف أي: خلقناكم كما خلقنا آدم، وصورناكم كما صورنا آدم، فلما صورنا قلنا للملائكة: اسجدوا لآدم، حكاه الشيخ أبو حامد، وفيه بُعْدٌ.
  السادس: قيل: يعني آدم وجميع أولاده، ثم خصهم بالذكر في أمر السجود، عن الأصم.
  السادس: قيل: إنه عطف خبرًا على خبر، لا مخبرًا على مخبر، كقول الشاعر:
  قُلْ لِمَنْ سَادَ ثُمَّ ساد أَبُوهُ ... ثُمَّ قَدْ سَادَ قَبْلَ ذَلِكَ جَدُّهُ
  والأوجه فيه ما قاله شيخنا أبو على |.
  · المعنى: «وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي الْأَرْضِ» أي: ملكناكم وأوطأنا لكم، وجعلناها لكم قرارًا، «وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا» في الأرض «مَعَايِشَ» يعني ما تعيشون به من أنواع الرزق من الحبوب والثمار ووجوه النعم والمنافع، وقيل: معايش: مكاسب، وإقداره إياهم عليها بالعلم والقدرة والآلات «قَلِيلًا مَا تَشْكُرُونَ» يعني أنعمنا بهذه النعم لتشكروا،