قوله تعالى: {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين 12 قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين 13}
  وتدل على نعمته بالخلق والتصوير إذ خلقهما على أحسن صورة، وهذا وإن كان مؤخرًا فهو مقدم، وتقديره: خلقكم وصوركم، ومكنكم في الأرض ورزقكم من الطيبات، وما تعيشون به.
  وتدل على عظيم رتبة آدم إذ أسجد له ملائكته، ورتبة لأولاده بكونهم من ذريته، وفيه تنبيه على أن لأولاد الرسول ÷ فضيلة لكونهم من أولاده على ما يذهب إليه مشايخنا الزيدية.
  وتدل على أن إبليس كان مأمورًا بالسجود، وتدل على أن السجود فعلهم لذلك مدح على فعله، وذم على تركه، فيبطل قولهم في المخلوق.
قوله تعالى: {قَالَ مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ١٢ قَالَ فَاهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ فِيهَا فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ ١٣}
  · اللغة: الهبوط: الانحدار إلى جهة السفل، ومنه: هَبَطَ المرضُ لَحْمَ العليل. والتكبر:
  إظهار كبره، فهو ذم في صفة العباد. والصاغر: الذليل لصغر القدر، صَغُرَ صَغَرًا وصغارًا، وتصاغرت إليه نفسه ذلاً ومهانة، والأصل: الصغر.
  · الإعراب: قوله: «ما منعك ألا تسجد» فيه ثلاثة أقوال:
  الأول: أن تكون (لا) صلة مؤكدة قال الشاعر:
  أَبَى جُوُده لا البُخْلَ وَاسْتَعْجَلَتْ بِهِ ... نَعَمْ مِنْ فَتًى لا يَمْنع الجودَ [قَاتِلُهْ]
  أي: أبى جوده البخل، وفي البيت وجوه غير هذا.