قوله تعالى: {قال ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين 12 قال فاهبط منها فما يكون لك أن تتكبر فيها فاخرج إنك من الصاغرين 13}
  فأنزل عن تلك الدرجة «فَمَا يَكُونُ لَكَ أَنْ تَتَكَبَّرَ» على آدم «فيهَا» قيل: في الجنة، وقيل: في الحالة التي أمر بالسجود لآدم، وقيل في السماء، وقيل: إن التكبر مذموم في كل موضع لكن يمنع في الجنة فمنع منه وخرج، وكذلك السماء لا يسكن السماء متكبر، ولا عاص «فَاخْرُجْ» قيل: من الجنة وقيل: من بين الملائكة، عن أبي مسلم، وقيل: من الأرض إلى جزائر البحور، عن الكلبي، وقيل: من السماء، عن الأصم، قال: وكان يكون في السماء أحيانًا هو وولده لاستراق السمع حتى بعث النبي ÷ فمنع منه بالشهبْ «إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِينَ» من الأذلاء يعني اخرج ذليلًا؛ لأنه أخرج مهانًا عقوبة له، وقيل: إنك ممن يبقى في الذل والصغار أبدًا، وقيل: أراد لَمِن المعذبين بالنار، عن أبي مسلم.
  · الأحكام: تدل الآية على أن إبليس كان يعرف اللَّه - تعالى - لذلك أضاف الخلق إليه.
  وتدل على أن أمر اللَّه يقتضى الوجوب؛ لذلك قال: «مَا مَنَعَكَ أَلَّا تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ»، خلاف قول أبي علي وأبي هاشم أنه على الندب، وخلاف من يقول بالوقف.
  وتدل على أن إبليس استحق العقاب لَمَّا اعتقد وقال ما قال وأنه كفر به.
  وتدل على أن الجنة منزهة عن كون أعداء اللَّه فيها.
  وتدل على أن الطرد والإبعاد من الذل والعقوبة.
  وتدل على أن ترك السجود فعله لذلك استحق العقوبة، فبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق.