التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال أنظرني إلى يوم يبعثون 14 قال إنك من المنظرين 15 قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم 16 ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين 17}

صفحة 2512 - الجزء 4

قوله تعالى: {قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ١٤ قَالَ إِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ ١٥ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ ١٦ ثُمَّ لَآتِيَنَّهُمْ مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَنْ شَمَائِلِهِمْ وَلَا تَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ ١٧}

  · اللغة: الإنظار: الإمهال إلى مدة يتمكن فيها النظر في الأمر، طال أم قصر، والإنظار والإمهال والتأخير نظائر، والنظرة: التأخير، ومنه: {فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} والبعث: أصله الانطلاق في الأمر، والانبعاث: الانطلاق، والبعث: الحشر.

  والغواية: أصلها الهلاك، يقال: غوى هلك، وغوى خاب، قال الشاعر:

  فَمَنْ يَلْقَ خَيْرًا يَحْمَدُ النَّاسُ أَمْرَهُ ... وَمَنْ يَغْوِ لَا يَعْدَمُ عَلَى الْغَيِّ لَائِمَا

  · الإعراب: يقال: لم عمل (إن) وهي حرف؟

  قلنا: لشبهها بالفعل الماضي من جهة أنها ثلاثة أحرف مفتوحة الأخير فهي بمنزلة (كان) إلا أنه خولف بعملها لأنها حرف، فتفتح الاسم وترفع الخبر بخلاف (كان).

  ويقال: بم انتصب {صِرطكَ

  قلنا: على تقدير محذوف أي على صراطك، كما يقال: ضرب زيد الظهر والبطن؛ أي على الظهر والبطن.

  ويقال: لم دخلت (من) في الخلف والقدام و (عن) في اليمين والشمال؟

  قلنا: لأن في الخلف والقدام معنى طلب النهاية، وفي اليمين والشمال الإعراب عن الجهة.

  يقال: ما معنى «ما» في قوله: «فبما نقضهم»؟