التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ قال موسى لقومه إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين 67}

صفحة 421 - الجزء 1

  يَدَيْهَا» أي لما تقدم من الكفر والعصيان، عن أبي مسلم «وَمَوْعِظَةً» قيل: عبرة وتذكرة، عن ابن عباس، وقيل: ردعًا وزجرًا «لِلْمُتَّقِينَ» أي من يتقي عذاب اللَّه باتقاء معاصيه، وإنما خص المتقين لوجهين: أحدهما أنهم انتفعوا به، كقوله: {إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرُ مَنْ يَخْشَاهَا ٤٥} عن أبي علي وأبي مسلم. والثاني: أن المتقين يعظ بها بعضهم بعضًا، ويتعظون بخلاف الفجار، عن أبي علي.

  · الأحكام: الآية تدل على أنه تعالى مسخ أولئك عبرة لغيرهم، وعقوبة لهم.

  وتدل على الزجر عن المعاصي في الإخبار بما نزل بهم، وهو لطف للسامع متى تفكر فيه.

  ويقال: هل كان تقبل توبتهم بعد المسخ؟

  قلنا: لا؛ لأنهم اضطروا إلى المعرفة.

  ويقال: هَؤُلَاءِ الَّذِينَ مسخوا كيف يحشرون؟

  قلنا: قيل: على صورة القردة؛ لأنه أبلغ في الفضيحة، وقيل: يجوز أن يحشروا على صورهم.

قوله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ ٦٧}

  · القراءة: «هزؤا» - و «كفؤا» قرأ حمزة بالهمزة، وسكون الزاي والفاء في كل القرآن وهو رواية إسماعيل عن نافع، وقرأ حفص عن عاصم بضم الزاي والفاء غير مهموز، وقرأ نافع وابن كثير وأبو عمرو والكسائي، وأبو بكر عن عاصم وابن عامر بالتثقيل والهمز، وكلها لغات صحيحة، وعن يعقوب «هزؤا» بضم الزاي، و «كفوا» بسكون الفاء.