قوله تعالى: {يابني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون 26}
  · النزول: قيل: كانوا يطوفون بالبيت عراة، فنهاهم اللَّه عن ذلك، عن مجاهد.
  · النظم: يقال: ما الذي اقتضى ذكر اللباس ههنا؟ وكيف يتصل بما قبله؟
  قلنا: فيه أقوال:
  الأول: تعريهم في الطواف بإغواء الشيطان كما أغوى أبويهم حتى تعريا عن لباسهما، فينبغي أن يخالفوه، في معنى قول مجاهد.
  الثاني: التذكير بالنعمة في اللباس بعد النعمة في ثبوت الدار والمستقر في الأرض، عن علي بن عيسى.
  الثالث: أخبر أنه كساهم لباسًا بعدما نزع عنهما لباس الجنة يسترون به سوآتهم، فَمَنَّ بذلك عليهم، عن الأصم.
  الرابع: أنه يتصل بقوله، كأنه قيل: لما أهبطهم إلى الأرض، وبهما حاجة إلى اللباس والمعاش، قال: اهبطوا، فقد أنزلنا ما تحتاجون إليه من اللباس والمعاش.
  · المعنى: «يَا بَنِي آدَمَ» خطاب عام لجميع المكلفين في كل عصر «قَدْ أَنْزَلْنَا» مع آدم وحوى حين أُمرا بالإهباط، عن الأصم وأبي علي. وهو الظاهر، ويحتمل أنه لَمَّا أنزله خلقه لهما حين نزلا عريانين، وقيل: إنه ينبت بالمطر الذي ينزل من السماء، عن الحسن وأبي علي. وقيل: لأن أصله وبذره من السماء عن أبي علي. وقيل: لأن البرك اتتنسب إلى أنها تأتي من السماء، كقوله: {وَأَنْزَلْنَا الحَدِيدَ} عن علي بن عيسى. وقيل: معنى «أنزلنا» أعطيناكم ووهبنا لكم، وكلما أعطاه اللَّه من عنده فقد