التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قل أمر ربي بالقسط وأقيموا وجوهكم عند كل مسجد وادعوه مخلصين له الدين كما بدأكم تعودون 29 فريقا هدى وفريقا حق عليهم الضلالة إنهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله ويحسبون أنهم مهتدون 30}

صفحة 2538 - الجزء 4

  الضلال كدعاة الباطنية والرافضة والخارجية، وغيرهم من أهل الجبر والتشبيه، وندفع باطلهم بحقه، وشبههم بحجته.

  وتدل على أن المعارف مكتسبة لنفي العلم عنهم.

قوله تعالى: {قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ كَمَا بَدَأَكُمْ تَعُودُونَ ٢٩ فَرِيقًا هَدَى وَفَرِيقًا حَقَّ عَلَيْهِمُ الضَّلَالَةُ إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ ٣٠}

  · اللغة: القسط: العدل، وأصله من العدول، كأنه عدول إلى جهة الحق والاستقامة، ومنه: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقسِطِينَ}، وإذا مال إلى الباطل فهو جور، ومنه: {وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا} قال أبو مسلم: العدل: اسم يجمع كل محمود.

  والبدء: فعل الشيء أول مرة، وبدأت بالأمر وأبدأت بمعنى، وهما لغتان، والعود: فعل الشيء ثاني مرة، واللَّه المبدئ المعيد، ومنه: عاد يعود، والإعادة إنما تجوز على ما يبقى من فعل اللَّه إذا لم يكن عن سبب. والفريق: الجماعة.

  والاتخاذ: افتعال من الأخذ، معناه: إعداد الشيء لأمر من الأمور.

  والحسبان والظن من النظائر، وليس الحسبان علما ولا شكا؛ لأن الحسبان قوة أحد النقيضين على الآخر، والشك ألَّا يترجح أحدهما.

  · الإعراب: نصب «فريقًا» بعطف فِعْل على فِعْل، كأنه قيل: وفريقًا أضل، إلا أنه فسره بما