التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 31 قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون 32}

صفحة 2542 - الجزء 4

  · الأحكام: الآية تدل أنه - تعالى - أمر بالقسط والعدل.

  وتدل على التعبد بالصلاة والإخلاص في العبادة.

  وتدل على صحة الإعادة؛ لأنه دل عليه بالبشارة الأولى.

  وتدل على الإفناء؛ لأنه لو لم يكن فناءً لما صحت الإعادة.

  وتدل على أن الناس فريقان يوم القيامة لا ثالث من المكلفين، إما مثاب وإما معاقب، فيبطل ما يقوله قوم أن في المكلفين من يستوي ثوابه وعقابه، فأزال - تعالى - هذا التوهم.

  وتدل على بطلان الظن في أصول الدين، وأن الواجب فيه العِلْمُ.

  وتدل على أن المعارف مكتسبة؛ لأنه وصفهم بالحسبان، ولو علموا لما ظنوا.

  وتدل أن أفعالهم حادثة من جهتهم؛ لذلك قال: «أقيموا»، و «ادعوه»، «واخذوا الشياطين»، «ويحسبون»، فيبطل قولهم في المخلوقين.

قوله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ٣١ قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ٣٢}

  · القراءة: قرأ نافع «خَالِصَةٌ» بالرفع على أنه خبر الابتداء، تقديره: بل هي خالصة، وهو قراءة ابن عباس وقتادة.