التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 31 قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون 32}

صفحة 2543 - الجزء 4

  وقرأ الباقون بالنصب، قيل: على الحال، وقيل: على القطع، تقديره: ولهم في الآخرة خالصة.

  · اللغة: التحريم: أصله المنع، حَرَّمَ يُحَرِّمُ، فكأنه بين وجوب تجنبه، ونقيضه: التحليل، ومنه: الحرم، والإحرام، والأشهر الحرم، والمحرم.

  والزينة: ما يتزين به، كالثياب الجميلة والجليلة.

  والإسراف: الخروج عند الاستواء في زيادة المقدار، والإسراف والإقتار مذمومان، قال اللَّه تعالى: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا}.

  · الإعراب: الطيبات: في موضع نصب بالعطف عنى الزينة، ولكن التاء الزائدة لا يدخلها النصب.

  ويقال: ما العامل في «خالصة»؟

  قلنا: فيه قولان:

  الأول: اللام المذكورة في (للذين آمنوا) عن الزجاج.

  والثاني: (لهم) محذوف على تقدير: وهي لهم خالصة يوم القيامة عن الفراء.

  · النزول: قيل: نزلت في الَّذِينَ طافوا بالبيت عرايا، عن ابن عباس وطاووس وجماعة.

  وقيل: كانت بنو عامر يطوفون بالبيت عراة، الرجال بالنهار، والنساء بالليل، وإن