قوله تعالى: {يابني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين 31 قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون 32}
  طاف أحد وعليه ثوبه نزع منه، فأنزل اللَّه تعالى: «يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» عن جماعة من المفسرين.
  وروى علي بن موسى القمي وإسماعيل بن إسحاق القاضي أن أناسًا من كندة كانوا يفعلون ذلك، فنزلت الآية.
  وقال الأصم: كان مشركو العرب يطوفون عراة، ويقولون: لا نطوف في ثوب أصبنا فيه الذنوب، فأمر اللَّه - تعالى - بالستر.
  قال الكلبي: وكانوا لا يأكلون من الطعام إلا قوتًا، ولا يأكلون دسمًا في أيام حجهم، فقال المسلمون: يا رسول اللَّه، نحن أحق أن نفعل ذلك، فنزلت الآية.
  وقيل: كان قوم إذا حجوا أو اعتمروا حرموا الشاة عليهم، وما يخرج منها من اللبن واللحم والشحم، فنزلت الآية، عن ابن زيد والسدي.
  وقيل: نزلت الآية في اللباس عند الصلاة.
  · المعنى: لما تقدم ذكر ما أنعم اللَّه - تعالى - على عباده من اللباس والرزق بَيَّنَ أنه خلقه لهم، ولم يحرَّمه عليهم، وبيّن ما يحل وما لا يحل، فقال سبحانه: «يَا بَنِي آدَمَ» خطاب عام، والمراد به المكلفون «خُذُوا زِينَتَكُمْ» يعني لباسكم الذي تتجملون به، وقيل: ما تسترون به عوراتكم، وكانوا يطوفون بالبيت عراة، عن مجاهد. وقيل: أمرهم بالمشط والعطر والخاتم، وقيل: بالحذاء والرداء «عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ» قيل: عند المسجد الحرام؛ لأنهم كانوا يطوفون عراة، عن ابن عباس وعطاء وإبراهيم والحسن وقتادة وسعيد بن جبير. وقيل: هو التزين للجُمَع والأعياد، وهي سُنَّة، عن الزجاج، وقيل: اللبس وستر العورة والعبادة دون الرياء والسمعة.