التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين 40 لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين 41}

صفحة 2559 - الجزء 4

  · الأحكام: تدل الآية على أن الكفار والضلال والمبتدعة وإن تناصروا وتعاونوا على ضلالتهم وتوادوا في الدنيا، فإنهم في الآخرة يتلاعنون ويتقاطعون، ويسألون العذاب لِمَنْ أضلهم.

  وتدل على فساد التقليد والاغترار بقول علماء السوء. وتدل على أن الداعي إلى الضلال مضل. وتدل على أن إضلال غيره إياه ليس بعذر له.

  وتدل على أن اشتراكهم في العذاب لا يوجب لهم راحة، بخلاف الاشتراك في محن الدنيا.

  وتدل على أن ذلك الإضلال فعلهم، فيبطل قول الْمُجْبِرَةِ في المخلوق والهدى والضلال.

قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ ٤٠ لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِنْ فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ٤١}

  · القراءة: قرأ أبو عمرو وحده «لَا تُفَتَحُ» بالتاء خفيفة، وقرأ حمزة والكسائي بالياء والتخفيف، وقرأ الباقون بالتاء والتشديد، والتشديد والتخفيف لغتان، إلا أن في