التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {إن الذين كذبوا بآياتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزي المجرمين 40 لهم من جهنم مهاد ومن فوقهم غواش وكذلك نجزي الظالمين 41}

صفحة 2560 - الجزء 4

  التشديد مبالغة أنه لا تفتح مرة بعد مرة، كما تفتح للمؤمنين، وأما التاء والياء لأنه مقدم على الجميع، وهو الأبواب.

  قراءة العامة «الجمل» وهو البعير، وعن عكرمة وسعيد بن جبير «الجُمَّل» بضم الجيم وتشديد الميم، وقيل: إنه حبل السفينة التي يقال لها القلس بالقاف، وقيل: هو الحبل الذي يصعد به إلى النخيل، عن عكرمة.

  · اللغة: الأبواب: جمع باب. والفتح نقيض الإغلاق، وهذا أصله، ثم يستعمل في غيره توسعًا، فيقال: فتح عليه العلم، وفتح المدينة، {فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ١١}. والولوج: الدخول، ولَجَ يَلِجُ: دخل، ومنه: الوليجة: الدخيلة، ومنه: {مَا يَلجُ فَى الأَرضِ} أي: يدخل.

  والسَّمُّ بفتح السين وضمها: الثقب، ومنه: السُّم القاتل؛ لأنه ينفذ بلطافته في مسام البدن حتى يصل إلى القلب، وكل نفث في البدن لطيف سُمٍّ وسَمٍّ، وجمعه: سموم، والسُّم القاتل بفتح وبضم أيضًا، والجمع: سِمَامٌ، ومنه: السَّموم: الريح الحارة، وقيل للإبرة خِيَاط ومِخْيَطٌ كما يقال: لحاف وملحف، وقناع ومقنع، وإزار ومئزر، وقوام ومقوم، عن الفراء.

  والمهاد: الوطاء الذي يفترش، ومنه: مهد الصبي، وقد مهد هذا الأمر، أي وطأه له.

  والغواش: اللباس، ومنه: غاشية السرج، وفلان يغشى فلانًا يلابسه، ومنه: {حَدِيثُ الغَاشِيَةِ} ليوم القيامة؛ لأنه يغشى كل شيء.