قوله تعالى: {وبينهما حجاب وعلى الأعراف رجال يعرفون كلا بسيماهم ونادوا أصحاب الجنة أن سلام عليكم لم يدخلوها وهم يطمعون 46 وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النار قالوا ربنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين 47}
  · اللغة: الحجاب: الحاجز المانع من الإدراك، ومنه قيل للضرير: محجوب، ومنه: الحاجب؛ لأنه يمنع الناس من الوصول إلى الأمير، ومنه حاجب العين، ويقال: حجبه؛ أي: منعه من الوصول إليه، وإنما يكون الحجاب مانعًا من الرؤية: إذا كان الرائي يرى بالحاسة، فأما القديم سبحانه فالحجاب لا يمنع من رؤيته؛ لأنه يُرَى لا بحاسة.
  والأعراف: الأمكنة المرتفعة، أخذ من عُرْف الفرس، ومنه: عُرْف الديك، فكل مرتفع من الأرض عُرْفٌ؛ وذلك لأنه بظهوره أعرف ممن انخفض منه.
  والسّيماء: العلامة، وفيها ثلاث لغات: سيما بالقصر، وسِيْمَاء على زنة كبرياء، قال الشاعر:
  غُلاَمٌ رَمَاهُ اللهُ بالحُسْنِ يافِعًا ... لَهُ سِيْمَياء [لاَ تَشُقُّ] عَلَى البَصَرْ
  والصرف: العدول بالشيء من جهة إلى جهة، وهو على وجهين في معنى المتعدي وغير المتعدي، والصرف متعدٍّ ههنا، ونظيره: الرجوع. والتلقاء: جهة اللقاء، وهي جهة المقابلة، تقول: هو تلقاء كنحو: هو حذاءك، وهو ظرف من ظروف المكان.
  · الإعراب: يقال: ما زنة السيما؟
  قلنا: فيه قولان:
  الأول: فعل من سام إبله يسومها سومًا إذا أرسلها في المرعى بعلمه وهي السائمة.