التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {والبلد الطيب يخرج نباته بإذن ربه والذي خبث لا يخرج إلا نكدا كذلك نصرف الآيات لقوم يشكرون 58}

صفحة 2597 - الجزء 4

  ومنها أنه إذا زرع وعلم وجوب حفظه من المبطلات علم وجوب حفظ الأعمال الصالحة من المحبطات.

  ومنها ما يعتبره ويتذكر عنده من نعم الجنة، فيرغب فيها ويعمل لها.

  ومنها ما يصح من المعجزات التي لولا العادات لما صحت المعجزات.

  وأما الدنياوية: فلما عرف من ترتيب الأشياء في أوقاتها حتى يطلب كل ثمرة من شجرة، ولولا هذا الترتيب لما صح ذلك.

  ومنها ما يصل إليه من المنافع في كل وقت حتى يقصد الطلب في وقته، وغير ذلك من وجوه الترتيب والحكم، فجعل في إجراء العادة هذه الفوائد سبحانه وتعالى.

قوله تعالى: {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا كَذَلِكَ نُصَرِّفُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَشْكُرُونَ ٥٨}

  · القراءة: قرأ أبو جعفر «نَكَدًا» بفتح الكاف وهو المصدر، والباقون بكسرها، وهو الاسم.

  · اللغة: الطيب: ضد الخبيث، والطيب: ما فيه أسباب التلذذ، والخبيث: ما فيه أسباب التَّكَرُّهِ.

  والنكد: [العسر] القليل النزول [إلا] بعناء والنكد: كل شيء خرج إلى طالبه بشدة، رجل نَكِدٌ ونكَد، وناقة نكداء: لا لبن لها، نَكِدَ يَنْكَدُ نكَدا ونكْدًا: إذا سئل فبخل ونكد، قال الشاعر: