قوله تعالى: {لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال ياقوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم 59 قال الملأ من قومه إنا لنراك في ضلال مبين 60 قال ياقوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين 61 أبلغكم رسالات ربي وأنصح لكم وأعلم من الله ما لا تعلمون 62 أوعجبتم أن جاءكم ذكر من ربكم على رجل منكم لينذركم ولتتقوا ولعلكم ترحمون 63 فكذبوه فأنجيناه والذين معه في الفلك وأغرقنا الذين كذبوا بآياتنا إنهم كانوا قوما عمين 64}
  لما سمع بعض الأنصار يقول: ما قتلنا إلا عجائز ضلعا، فقال ÷: «أولئك الملأ من قريش، لو رأيتهم في ناديهم لهبتهم، ولو حضرت فعالهم لاحتقرت فعلك عند فعالهم»، والجمع: أَمْلاء مثل: نبأ وأنباء.
  والإبلاغ: إيصال ما فيه بيان وإفهام، ومنه: البلاغة والتبليغ.
  والنصح: خلاف الغش، والنصيحة: إخلاص النية من شائب الفساد، يقال: نصحته ونصحت له، وشكرته وشكرت له.
  والتكذيب: نسبة الخبر إلى الكذب. ونجاه وأنجاه لغتان بمعنى أخلصه من الهلكة، ونقيضه: الإهلاك.
  والفلك: السفينة، ويكون للواحد وللجميع، وأصله الدور، ومنه: فلك ثدي المرأة إذا استدار، ومنه الفلَك والفلكة.
  والعمى: الضلال عن طريق الهدى، يقال: عَمِيَ يَعْمَى، ورجل عم، ورجلان عميان، ورجال عَمُون، ورأيت قومًا عمين، ويقال: رجل عم عن طريق الحق، وأعمى في البصر، وقيل: العَمِي والأعمى كالخضِر والأخضر، وقال زهير:
  وأَعلم ما في اليومِ والأمسِ قبلَه ... ولكنني عن علمِ ما في غَدٍ عَمِ
  · الإعراب: ويقال: لِمَ جاز به ضلالة ولم يجز به معرفة؟
  قلنا: لأن فيه معنى (عَرَضَ بِهِ) كما يقال: به جُنَّةٌ، وبه جوع، وبه عطش؛ لأنه عارض به، وليست المعرفة تعارض لصاحبها ولكن لم يصح به.
  ويقال: لم حذفت ياء الإضافة من «يا قوم»؟
  قلنا: لقوة النداء على النفس حتى يحذف للترخيم، فلما جاز أن يحذف في غيره للاجتزاء بالكسرة فيها جاز أن يحذف فيه لاجتماع السببين فيها.