التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال الملأ من قوم فرعون إن هذا لساحر عليم 109 يريد أن يخرجكم من أرضكم فماذا تأمرون 110 قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين 111 يأتوك بكل ساحر عليم 112}

صفحة 2662 - الجزء 4

  وأما من همز فقيل: إنها لغة. قيس وغيره، ووزنه «أَرْجِئْهُ» وهو من أرجأت الأمر وأُرْجِئْت وأجرت.

  فأما إسكان الهاء فعند البصريين لا وجه له، وأجازه الفراء، وأنشد أشعارًا أنكرها الزجاج.

  وروي عن ابن عامر بالهمز وكسر الهاء، قال أبو علي [الفسوي]: وهو غلط؛ لأنه ليس قبلها ياء ساكنة ولا كسرة.

  وقرأ حمزة والكسائي «بِكُلِّ سَحَّارٍ» الألف بعد الحاء، وكذلك في سورة (يونس)، وقرأ الباقون «بِكُلِّ سَاحِرٍ» الألف قبل الحاء في السورتين، واتفقوا في الشعراء {بِكُلِّ سَحَّارٍ} الألف بعد الحاء لأنه مكتوب بالألف بعد الحاء، فأما (سحَّار) ففيه مبالغة، و (ساحِر) صفة جارية على الفعل من قول: سحر يسحر فهو ساحر، وقيل: السحَّار: يَعْلَمُ وُيعَلِّم، والساحر الذي يَعْلَم ولا يُعَلِّم. وقيل: السحَّار الذي يدوم سحره، والساحر مَنْ سِحْرُهُ في وقت دون وقت، عن المؤرج.

  · اللغة: الملأ: الأشراف والكبراء، وقيل لهم ملأ؛ لأنهم مِلاء بما يحتاج إليه منهم، عن الزجاج. وقيل: لأنه تملأ الصدر هيبتهم، وأصله: من الملء وهو جعل الإناء على ما يحتمله مما يلقى فيه كامتلاء المكيال.

  والقوم: الجماعة الَّذِينَ يقومون بأمرهم في المعاونة، وأصله من قام، ولهذا لا يجوز أن يقال: قَوْمُ اللَّه، كما يجوز أن يقول: عباد اللَّه.

  والسحر: لطف الحيلة في إظهار أعجوبة، وأصله خفاء الأمر، ومنه: السَّحَرُ آخر الليل لخفاء الشخص بِغُمَّةِ ظلمته، والسحر الريبة لخفاء أمرها.