قوله تعالى: {وجاء السحرة فرعون قالوا إن لنا لأجرا إن كنا نحن الغالبين 113 قال نعم وإنكم لمن المقربين 114 قالوا ياموسى إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين 115 قال ألقوا فلما ألقوا سحروا أعين الناس واسترهبوهم وجاءوا بسحر عظيم 116}
  قلنا: موضعه نصب، وتقديره: اختر إما إلقاءنا أو إلقاءك، وقيل: إما إبداءك ببداية أو إلقاءنا، وقال: نعم، ولم يقل: بلى؛ لأن هذا استفهام وليس بجحود. «الغالبين» و «الملقين» نصب بخبر (كان).
  · المعنى: بَيَّنَ - تعالى - ما جرى بين موسى وهارون @ وبين السحرة الَّذِينَ دعاهم فرعون، فقال سبحانه: «وَجَاءَ السَّحَرَةُ» في الكلام حذف، يعني فأرسل فجاؤوا عن أبي علي. وقيل: تسامعوا فجاءوا، وروي أن فرعون بعث مكانه في مملكته فلم يترك ساحرًا إلا أتى به، قيل: وكانوا اثنين وسبعين ساحرًا، اثنان من القبط، وسبعون من بني إسرائيل، عن مقاتل. وقيل: كانوا سبعين ورئيسهم من أهل نينوى، عن الكلبي. وقيل: كانوا ستمائة، حكاه الأصم. وقيل: كانوا اثني عشر ألفًا، عن كعب. وقيل: كانوا بضعا وثلاثين ألفًا، عن السدي. وقيل: سبعون ألفًا، عن عكرمة. وقيل: كانوا ألفًا، عن ابن المنكدر. ورئيس القوم قيل: اسمه شمعون، عن مقاتل. وقيل: ابن لوجيه، عن ابن جريج. «قَالُوا» لفرعون، قيل: سألوه عما يعمل، فقال: يجعل عصاه حية، فقالوا: ما على وجه الأرض أعلم بهذا الباب منا، وقد جئنا بسحر لا تطيقه الأرض إلا أن يكون أمرًا من السماء، فإنه لا طاقة لنا به «إِنَّ لَنَا لَأَجْرًا» (إنَّ) للتأكيد يعني: أحقًا جعلت لنا جُعْلاً ومالاً «إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ» على موسى، فـ «قَالَ» فرعون «نَعَمْ» نعم لكم ذلك الأجر «وَإِنَّكُمْ لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ» يعني لكم المراتب الجليلة والمنازل العظيمة عندي، وقيل: أول من يدخل عليَّ وآخر من يخرج، عن الكلبي. «قَالُوا» يعني السحرة «يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ» يعني اختر إما أن تبتدئ بإلقاء عصاك أو نحن تبتدي بإلقاء عصينا وحبالنا،