التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وقالوا مهما تأتنا به من آية لتسحرنا بها فما نحن لك بمؤمنين 132 فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين 133}

صفحة 2686 - الجزء 4

  الجدب، عن أبي علي. وقيل: هو الذي يأتي بطائر البركة وطائر الشؤم، وقيل: طائره مشؤمهم فهو ما ينزل بهم من العذاب يوم القيامة عقوبة لهم على تركهم دين موسى، عن الأصم. «عِنْدَ اللَّهِ» محفوظ عليهم، عن الحسن. وقيل: هو فعله «وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» أن ذلك عند اللَّه عقوبة لهم، عن أبي علي. وقيل: لا يعلمون أن الشؤم والبلاء عليهم يوم القيامة بكفرهم، عن الأصم. وقيل: «لَا يَعْلَمُونَ» لا يتفكرون ليعلموا، عن أبي مسلم.

  · الأحكام: تدل الآية على قولنا في اللطف؛ لأنه - تعالى - بَيَّنَ أنه أهلك قوم فرعون لينظر كيف يعلمون.

  وتدل على أن الشدة والنعمة قد يكونان لطفًا وصلاحًا فى الدين، لذلك قال: «لعلهم يذكرون».

  وتدل على أنه أراد من الجميع أن يذكروا خلاف قول الْمُجْبِرَةِ؛ لأن معناه كي يذَّكروا.

  وتدل على أن العمل والتذكر حادث من جهتهم، فيبطل قولهم في المخلوق.

  وتدل على أن ما نسبوه إلى موسى إنما أنزله عليهم عقوبة بكفرهم.

  وتدل على المنع من التطيّر بالمؤمنين كما فعل قوم فرعون؛ لأن البركة مع المؤمنين، والسوء مع الكفار والفسقة.

قوله تعالى: {وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ١٣٢ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ ١٣٣}