التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {وإذ أنجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يقتلون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم 141}

صفحة 2700 - الجزء 4

  · اللغة: النجاة: الخلاص مما تخاف، وأصله من النجوة، وهو الارتفاع، ومنه: «النجا النجا»، أي: الارتفاع في السير، ومنه: {نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ} أي: نلقيك على نجوة من الأرض. ويسومونكم من السوم، وهو مجاوزة الحد، ومنه: السوم في البيع؛ لأنه تجاوز الحد في السعر إلى الزيادة. والسائمة التي تجاوز البيوت للرعي، يقال: سام فرسه. والبلاء: المحنة، ثم يستعمل في النعمة والخير، فيكون مرة ابتلاء بالنعم، ومرة بالمحن، وقيل: يسومونكم: يطلبونكم به من سوم البيع فهو أن يطلب السلعة بالثمن.

  · الإعراب: [«أنجاكم»] الهمزة للتعدية كقولهم: أذهبت وذهبت به، وإذا قيل: «نجيناكم» بالتشديد [يكون] للتعدية. والتكثير.

  · المعنى: ثم بَيَّنَ - تعالى - النعم التي بها فضلهم على العالمين، فقال سبحانه: «وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ» خلصناكم «مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَاب» أي: يحملونكم على سوء العذاب إذلالاً، وقيل: يطلبونكم فيه، وقيل: يلقونكم الأعمال الشاقة، عن أبي علي. «يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ» أي: يكثرون قتل أبنائكم «وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ» أي: يَسْتَبْقُون نساءكمْ للمهنة والخدمة «وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ» يعني: فيما فعل بكم من النجاة نعمة عظيمة عليهم لربكم، وقيل: ابتلاء عظيم، وقيل: في تخليته إياهم وقوم فرعون محنة عظيمة.