قوله تعالى: {وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين 142}
  · الأحكام: تدل الآية على أن النجاة من الضرر والخوف من أعظم النعم، فكل عاقل يعلم أن تخليص الغير من ضرر عظيم بمنزلة الإنعام عليه.
  وتدل على أن هلاك الأعداء نعمة من اللَّه يجب مقابلتها بالشكر. وتدل على أن المحن في الأولاد والأهالي بمنزلة المحن في النفس، وتجري مجراه، لهذا قال مشايخنا: إن ما فعله يزيد وأصحابه بالحسين # وشيعته كان كأنه فعل برسول اللَّه ÷؛ ولذلك عظمت عقوبتهم، ولأنه كان هو الإمام، والخروج عليه وقتله يكون أعظم، فهذه أحد الوجوه التي لأجلها عظمت عقوبتهم إلى ما سوى ذلك.
قوله تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ ١٤٢}
  · القراءة: قرأ أبو جعفر وأبو عمرو ويعقوب (وعدنا) بغير ألف؛ لأن اللَّه - تعالى - وعده. وقرأ الباقون (واعدنا) بالألف على المفاعلة؛ لأن الوعد كان بين اللَّه - تعالى - وموسى، فإذا قرئ (وعدنا) فالمصدر وَعْدٌ وعِدَةٌ، وإذا قرئ (واعدنا) فمصدره مواعدة.
  · اللغة: الوعد يكون بالخير والشر، والوعيد لا يكون إلا بالشر، والمواعدة: الميعاد،