التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {قال ياموسى إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين 144 وكتبنا له في الألواح من كل شيء موعظة وتفصيلا لكل شيء فخذها بقوة وأمر قومك يأخذوا بأحسنها سأريكم دار الفاسقين 145}

صفحة 2711 - الجزء 4

  ومتى قيل: كيف علق الرؤية وهي مستحيلة باستقرار الجبل، وهو جائز؟

  قلنا: فيه قولان:

  أحدهما: أنه لما صار دكًا استحال سكونه، فعلق المحال بالمحال.

  الثاني: نبه بأن مِن يقدر على ذلك لا تجوز عليه الرؤية.

قوله تعالى: {قَالَ يَامُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ ١٤٤ وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الْأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلًا لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ الْفَاسِقِينَ ١٤٥}

  · القراءة: قرأ ابن كثير ونافع «برسالاتي» على الجمع، وذلك أنه - تعالى - أوحى إليه مرة بعد مرة، فكانت رسالات من هذه الجملة، وقيل: «برسالاتي» بُشُرَاهُ يعني وما جلبه من الرسالة، وهو أن يأخذه خالصًا له.

  · اللغة: الاصطفاء والاجتباء والاختيار نظائر، والاصطفاء: الاستخلاص، واللوح: صحيفة من خشب مهيأة للكتابة، ثم يقال: لوح فضة تشبيهًا، وكذلك لوح حجر، وأصل اللوح: اللمع، من قولهم: لاح الأمر يلوح لوحًا: إذا لمع وتلألأ. والتلويح التغيير لَوَّحَهُ السفر: إذا غيره تغييرًا يتبين أثره؛ لأن حاله تلوح بما نزل