التهذيب في التفسير (تفسير الحاكم)،

المحسن بن محمد الحاكم الجشمي (المتوفى: 494 هـ)

قوله تعالى: {واتخذ قوم موسى من بعده من حليهم عجلا جسدا له خوار ألم يروا أنه لا يكلمهم ولا يهديهم سبيلا اتخذوه وكانوا ظالمين 148}

صفحة 2720 - الجزء 4

  وقرأ العامة «لَهُ خُوَارٌ» بالخاء معجمة من فوق وترك الهمزة، وعن علي: (له جؤار) بالجيم والهمز، وهو صواب أيضًا، وهو محمول على أنه فسره به.

  · اللغة: الاتخاذ: افتعال من الأخذ، وأصله إئتخذ إلا أن الهمزة قلبت في افتعل وأدغم، والاتخاذ: اجتباء الشيء لأمر من الأمور.

  والحُلِيّ: ما اتخذ للزينة من الذهب والفضة، واحده: حَلْي، نحو لحية ولِحىً، ويقال: حلي بعيني يَحْلَى حَلْوًا [وحلْوَان] بمعنى يحلو حلاوة، وتحلّى بكذا: تحسّن به.

  والعجل والعِجَّوْل: ولد البقرة القريبة العهد بالولادة، وأخذ من تعجيل أمره لصغره. والخَوْرُ: صوت الثور، خار يخور خورًا.

  · الإعراب: موضع «حُلِيِّهِمْ» نصب، وتقديره: اتخذوا حُلِيَّهُم عجلاً. - و «جسدًا» بدل من الحلي.

  · المعنى: عاد الكلام إلى قصة بني إسرائيل وما أحدثوا عند خروج موسى إلى الميقات، فقال سبحانه: «وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى» يعني السامري ومن أعانه، وجرى على طريقه،